يوزع الأفراد دخلهم الذي لا يتم إنفاقه إما على الادخار وإما على الاستثمار. وفي حين يتميز الادخار بالأمان العالي فإنه يتصف كذلك بكونه غير فعال في تخزين القيمة خصوصا في حالات التضخم، على نقيض الاستثمار الذي يعنى بتضخيم رأس المال الأساسي ولكن يرتبط بالعديد من المخاطر.
أولا: الادخار:
الادخار هو: اقتطاع جزء من الدخل بشكل متكرر لمراكمته واستعماله لاحقاً.
لماذا ندخر في أموالنا؟
1-مواجهة حالات الطوارئ.
2-تمويل المصاريف المستقبلية.
3-لبناء ثروة يمكن استثمارها مستقبلا.
كيف نبدأ بالادخار؟
تعتبر استراتيجية "ادفع لنفسك أولا" أبرز استراتيجية في الادخار. وتقضي هذه الاستراتيجية أن يقتطع الفرد من دخله للادخار أولا قبل تلبية احتياجاته وليس العكس. والادخار غالباً يكون بنسبة تتراوح من 10%-20% من الدخل وهذه النسبة قد تختلف باختلاف الأشخاص ومتطلباتهم.
ولكي نطبق مبدأ "ادفع لنفسك اولاً" من الضروري تحديد الأهداف المراد تحقيقها من الادخار. وفي أثناء عملية تحديد الأهداف، يجب على الفرد التفكير في أولوياته حيث أن كل قرار ينطوي على مقايضة. والادخار يتيح لك أن تكون أكثر أمانًا ماليًا في المستقبل ولكنه مقايضة لإنفاق المال في الوقت الحاضر.
ثانيا: الاستثمار:
الاستثمار يعني شراء العناصر والأصول ذات القيمة والتي تسمى بالأصول الرأسمالية، بهدف زيادة قيمتها بمرور الوقت. فالمقصد من شراء هذه الأصول هو استخدامها في المستقبل لتكوين الثورة وليس استهلاكها، فيشتريها بناء على توقعات لها إما:
· توفر مصدر للدخل.
· سترتفع قيمتها مع مرور الوقت.
· أو انهم سيتحققون معًا.
لماذا نستثمر في أموالنا؟
فيما يلي بعض من الأسباب:
1.لزيادة قيمة هذه الأصول مع مرور الوقت مثل: العقارات.
2.رغبة في توفير دخل إضافي.
3.لتعويضهم عن الآثار المترتبة عن تضخم مدخراتهم بمرور الوقت.
4.لتأمين المستقبل من خلال الاستفادة من الأرباح بعد التقاعد. مثل: الحصول على توزيعات الأسهم.
كيف نستثمر أموالنا؟
يمكن استثمار الأموال والأصول عن طريق أنواع عدة من الاستثمارمثل:
استثمار الأسهم: شراء سهم في شركةٍ ما، فيعني شراء حصة من أصول الشركة.
استثمار السندات الحكومية: استثمار مبلغ وإعطائه للشركات أو الحكومات التي تحتاج إلى زيادة في رأس المال ويكون له تاريخ استحقاق لاسترداد قيمة المبلغ المستثمر مع الفائدة.
الاستثمار العقاري: شراء عقار حقيقي ( مبنى – أرض ) أو شراء سند عقاري والمشاركة في إحدى صناديق الاستثمارالعقاري.
الاستثمار النقدي: استثمار بالأصول المالية قصيرة الأجل مثل الودائع لأجل وشهادات الإيداع.
الاستثمار في السلع: استثمار في بعض السلع التي لديها مزايا اقتصادية وهو عقد بين مُنتج السلعة ومكتب سمسرة.
المخاطر والتحديات في الاستثمار:
يواجه المستثمرون العديد من التحديات والمخاطر وهي غالبًا عدم التأكد من تحقيق العائد التي كان يتوقعه المستثمر من هذه العملية ومن ضمن هذه المخاطر والتحديات:
تغييرات في أسعار الفائدة.
تقلب أسعارالعملة المحلية للبلد المراد الاستثمار فيه.
محدودية رأس المال.
الدخول في الاستثمار بوقت غير مناسب.
معوقات الادخار والاستثمار:
يواجه معظم الأشخاص مصاعبا وتساؤلات قد تمنعهم من بدء المشوار نتناولها فيما يلي:
1- نحن بحاجه للمال لكسب المال
لا يتعلق الأمر بالمبالغ الكبيرة من الأموال دوما، فإن المبالغ المدخرة الصغيرة والمهن والمعرفة تصنع فرقا.
2- هل يستحق المال العناء؟
المال ليس كل شيء، ولكنه مهم. على سبيل المثال يمكن للمال أن يمنحك الحرية في رؤية أفضل الأطباء إذا أصبت بمرض يهدد الحياة.
3- ارتكبت أخطاء ماليه سابقة
ارتكابك للأخطاء في الماضي لا يعني تكرار الخطأ. فكر في أنها دروس تتعلم منها وتتجنب الوقوع فيها مستقبلاً. خطط جيداً للقادم واستخدم أموالك بذكاء وركز على الأهداف طويلة المدى.
4- أكسب المال فقط في مجالي
إن التوقعات بشأن مقدار الأموال التي ستتمكن من جنيها في يوم من الأيام تضر بمستقبلك المالي بدلاً من ذلك اجعل طموحك أعلى واكتشف فرصًا جديدة للدخل. يقول رجل الأعمال جون سيبولد: "هناك دائمًا طرق جديدة لكسب المال في أي مجال".
5- لن أجني الكثير من المال مثل الآخرين
يقول سكراج: "لا فائدة من مقارنة دخلك بدخل الآخرين، لأن ما يكسبه الآخرون لا يجب أن يهمك". ركز بدلاً من ذلك على إنشاء أهداف الدخل الخاصة بك والعمل على تحقيقها. قال مارك توين الشهير: "المقارنة هي موت الفرح".
6- من الصعب ان أصبح ثرياً هذه الأيام
يقول ماتجانيك "إن التطلع إلى أن تصبح ثريًا مثل بيل جيتس أو مارك زوكربيرج ليس مشكلة. ولكن بدلاً من ذلك ركز على تلك الأهداف الأصغر والأكثر منطقية". قد تساعدك زيادة ثروتك الشخصية ووضع الميزانية وإنفاق الأموال على التحصيل التعليمي في الوصول إلى هذا الهدف الأكبر.
هل يجب علينا الادخار أم الاستثمار؟
إن إجابة هذا السؤال الذي يتساءل عنه الكثير من الناس هي في الحقيقة فعل الخيارين معا، فإنه يجب الموازنة بين الاستثمار والادخار حيث أن كلاهما جوانب مالية مهمة للأفراد لا يغني أحدهما عن الآخر، بل إنهما مكملان لبعضهم البعض.
فالاستثمار كما قدمنا هو أن ينتفع المستثمر بالأصول التي تخلى عنها في فترة معينة بقصد الحصول على أرباح وتدفقات مالية تعوض عن القيمة الحالية للأموال المستثمرة، وهو يركز على زيادة الدخل والثروة.
بينما يُعنى الادخار في حفظ المال سائلا لمواجهة حالات الطوارئ وعمليات الإنفاق قصيرة أو متوسطة الأجل.
المراجع:
Commenti