top of page
Writer's pictureAccounting Club

"ما الذي حدث قبل 526 سنة؟"

منذ ألوف السنين تعلمت المجتمعات البشرية التعاون مع بعضها البعض بطريقة أتاحت لهم الوصول لنطاق أوسع من الموارد. ففي العصور القديمة كان الأغنياء يعطون بعض الأفراد الحق في إدارة مواردهم الزراعية والاقتصادية على أن يقوم هؤلاء الأفراد بتسجيل الوارد والمصروف من هذه الموارد مع إصدار كشف حساب "account" يوضح كيف يتم إدارة هذه الموارد. أي أن فكرة التحاسب على الموارد الاقتصادية بين من يمتلك تلك الموارد ومن يقوم بإدارتها ظهرت منذ فترة طويلة.

تسارعت الحاجة إلى الاحتفاظ بسجل لكل من السلع والعملات بسبب عدد من العوامل. منها القدرة على تجميع الثروة الشخصية. أراد أفراد المجتمع الأثرياء تسجيل ما لديهم وما يدينون به وما هو مدين لهم. منذ أكثر من 5000 عام، كان المحاسبون المصريون يحتفظون بسجلات مفصلة للمخزون الملكي

عامل آخر كان صعود الكيانات الحاكمة مثل العائلات الملكية والحكومات. كان أحد الاهتمامات الخاصة لهذه القطاعات من المجتمع هو إيجاد طرق أكثر اتساقًا لتسجيل الضرائب والمطالبة بها.بالتالي نشأت حاجة المجتمعات لإصدار نظام محاسبي يحفظ ما لهم وما عليهم.


إصدار نظرية القيد المزدوج

الاسم الأول الذي يتبادر إلى الذهن عند الرجوع إلى تاريخ المحاسبة المبكر هو المؤلف الراهب الايطالي لوكا باسيلو Luca Pacioli الذي يطلق عليه "Father of accounting" وقد أصدر كتاب بعنوان

"Summa de Arithmetica"، Geometria، Proportioni et Proportionalita" وذلك في عام 1494م حيث وضع أهم نظرية في المحاسبة حتى يومنا هذا وهي نظرية القيد المزدوج.

بعد ذلك ازدهرت الأعمال التجارية في أوروبا وتنوعت أشكال المنشآت التجارية ما بين منشآت فردية إلى شركات عائلية وشركات أشخاص حتى بداية الثورة الصناعية حيث ظهرت للسطح شركات الأموال والشركات الحكومية مما أدى إلى التطورات السريعة والمتلاحقة في طرق التسجيل والقيد بما يكفل توفير العديد من البيانات والمعلومات المالية المتطورة نسبياً، مع انتشار الشركات، ارتفع الطلب على المحاسبة الموثوقة، وسرعان ما أصبحت المهنة جزءًا لا يتجزأ من النظام التجاري والمالي. تم الآن تشكيل منظمات للمحاسبين القانونيين في جميع أنحاء العالم. في الولايات المتحدة، تأسس المعهد الأمريكي للمحاسبين القانونيين عام 1887.



إصدار مبادئ المحاسبة المقبولة عموما (GAAP):

خلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، كان هناك قلق من عدم وجود إطار معياري للمحاسبة المالية ينظم الأعمال المالية للشركات حيث كانت المحاسبة الإبداعية تجعل الشركة تبدو أكثر نجاحًا مما كانت عليه في الواقع وكانت هناك بعض الحالات البارزة حيث تمكنت الشركات التي يُفترض أنها مربحة بجذب استثمارات إضافية انهارت بعد بضعة أشهر بديون ضخمة.

تم حل هذه المشكلة في عام 1953، عندما أنتجت لجنة الإجراءات المحاسبية إطارًا معياريًا للمبادئ التوجيهية للمحاسبة المالية، يسمى مبادئ المحاسبة المقبولة عمومًا (GAAP). احتوت مبادئ المحاسبة المقبولة عموماً على الهياكل والقواعد التي يستخدمها المحاسبون في تسجيل وتلخيص المعاملات وإعداد البيانات المالية. ويستمر الحفاظ على مبادئ المحاسبة المقبولة عموماً وتحديثها ولا تزال مستخدمة حتى يومنا هذا.


تطور المحاسبة وفروعها:

تؤثر المحاسبة تأثيرا جوهريا في اتخاذ القرار للمنشأة حيث تعتبر الهيكل والركيزة الأساسية لجميع المنشآت والتي تساعدهم في تنظيم المعاملات المالية واتخاذ قرارات عديدة.

مع مرور الأعوام تطور مفهوم مهنة المحاسبة وتعددت استخداماتها حتى أصبح لها فروع عديدة، منها:


محاسبة التكاليف (Cost accounting):

مع التصنيع، ظهرت الحاجة إلى أساليب محاسبية أكثر تقدمًا. تطلبت الشركات الكبيرة في الثورة الصناعية أنظمة محاسبة التكاليف التي عالجت مصادر التمويل الخارجية مثل مالكي الأسهم، وكانت بحاجة إلى أن تكون قادرة على حساب الأرباح والتنبؤ بها بدقة، وإسناد عملياتها إلى بيانات مالية حقيقية.


المحاسبة الإدارية Accounting Administration)):

نشا نتيجة حاجة الوحدات الاقتصادية الى بيانات ومعلومات تساعد في حل المشكلات الكبيرة التي تتعلق بالقرارات المستقبلية والتخطيط لها خلال فترة زمنية اطول من الفترة المالية الواحدة التي كانت تغطيها محاسبة التكاليف. واستجابة لحاجة الادارة العلمية الحديثة الى نوعية معينة من المعلومات المحاسبية اللازمة لأغراض التخطيط والرقابة واتخاذ القرارات. بالتالي نشأت المحاسبة الإدارية التي تخدم الهيكل الإداري بشكل أكبر.


المحاسبة الضريبية (Tax accounting):

يمثل موضوع محاسبة الضرائب وفقاً للمعايير الدولية أهمية كبيرة في المجتمعات والقطاعات الاقتصادية للدول حيث تعتبر الضرائب أحد أدوات السياسية المالية للدول بحيث تعمل الدول على صياغة التشريعات الضريبية بما يمكنها من تحقيق أهدافها الاقتصادية والاجتماعية والمالية. مما أدى إلى انشاء فرع خاص للمحاسبة الضريبية.


المحاسبة البيئية (Environmental accounting)

المحاسبة الجنائية (Forensic accounting)


المحاسبة الحكومية (Governmental accounting)

المحاسبة وليدة ظروف اقتصادية وقانونية واجتماعية، ولقد تطورت في العصر الحالي مع تطور الحاجة إلى البيانات المحاسبية لخدمة طوائف متعددةومع نمو التجارة الشركات وتعدد المعاملات المالية، ظهرت الحاجة لاستخدام نظم محاسبية تساعد الشركات في الحفاظ على البيانات المالية وضمان أعلى دقة ممكنة في المعاملات المالية.


نظم المعلومات المحاسبية (AIS): هيكل تستخدمه الشركة لجمع بياناتها المالية وتخزينها وإدارتها ومعالجتها واستردادها والإبلاغ عنها بحيث يمكن استخدامها من قبل المحاسبين والاستشاريين ومحللي الأعمال والمديرين وكبار المسؤولين الماليين والمدققين والمنظمين ووكالات الضرائب. حيث تعتبر طريقة لتتبع جميع الأنشطة التجارية والمحاسبية للشركة.


اليوم, تعتبر المحاسبة الركيزة الأساسية لكل منشأة، حيث انه لا يمكن لأي منشأة تحقيق الأرباح والنمو على المدى البعيد دون وجود بنية محاسبية ترتكز عليها. وأيضا تشكل وسيلة وعامل أساسي للوصول إلى الاستقرار المالي.


المراجع:

Bellis, M. (n.d.). History of accounting from ancient times to today. Retrieved February 14, 2021, from https://www.thoughtco.com/history-of-accounting-1991228


Littlefoot. (2020, November 04). A brief accounting history to date: Accounting history. Retrieved February 14, 2021, from https://www.businessaccountingbasics.co.uk/accounting-history/



150 views1 comment

1 Comment


Maha
Feb 14, 2021

بداية رائعة وموفقة، إلى الأمام 🤍

Like
bottom of page